الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

لعبة الروليت الروسية



ها قد كتبنا وحبّرنا وشدونا حتى كل متننا..ولما كلمتننا اتضح انها تلافيف سراب وسط فلاة حارقة ..
صدوغنا بمواجهة الفوهات وتبدأ اللعبة ..سحب الزناد ..ثم..طق.. يعلو لهاثنا وعويلنا. لاشيء.. نتنهد.. ها سنة قد مرت ..وبدأت أخرى مع مرتزقة المال ..والمارقين ..ولصوص قوت العيال ..ننسى أو نتناسى الفوهات والزندة ..ويبشروننا ..لم تعد اللعبة تجدي..وقد تغير كل شيء ..صرتم للأحسن ..ثم يتكرر ال...مشهد بتغير من يحمل القبضات ويشد الزندة..
طق.. مرة أخرى ..تلوها مّرات وأضغاث أحلام.. وسنوات وعمر ممض مقيت يمضى..في انتظار الحنان من رصاصة وقد تكون على استواء مع الإبرة ..
طق..وننتهي ..نريح ونرتاح ..

مرهونة بالزمن الذي بدأ يفلو ويغيب ..ولكن هناك مسحة من امتنان ..توقف شاهري المسدسات وأسياد اللعبة القميئة بإعانة من سجن سابقا.. وجلس على كرسي قبالة منضدة بمواجهة وحش يدير القرص الفارغ إلا من رصاصة ..

سعد المنصورى

الاثنين، 7 نوفمبر 2011

أعراض متلازمة اليد الطولى والطويلة

اندهش أنني لم أمت غما وكمدا إلى الآن .. ولازلت أثب كا.. كانغارو.. واعطس كقط بمخبز ولازلت انهض واعدو تزكمني رائحة الرطوبة والعفن .. فالشمس اللاهبة تبتسم متشمتة بعرقي المتسيل الزنخ كخل معتق ..

ذاك اليوم عندما صفعني رئيس المركز وعندما جندلني نائبه بقبضته الغليظة ومزق العريف قميصي وخنقني ثم جرجرني إلى حجرة تفوح منها رائحة الطبيخ المحروق ..هنيهة ثم أمرونا أن نوطوبر بالممر ..كان هناك عسكر ضاحكونا بعيون بلهاء يثي

رون نحونا ..لما لم تصفقوا أيها الأغبياء..

أيام رزنامة لا تنسى .. مرت سنوات وكلما أرى بلاط ممر متسخ يذكرني بالطابور والعويل والصراخ .. حتى ذاك اليوم كنت بالقرب من العناية الفائقة.. لمحته مسجيا فوق سرير ينفث يريد الهواء والحياة ..اقتربت رنوت إليه من وراء الزجاج النظيف .. كان قد اعوج فمه وتهدلت وجنتاه مبحلقا بعيون فزعة إلى السقف يطلب الغوث ..

علا الفرح أساريري وكم اندهشت لتقلب الحياة فأنا لم أمت ولازلت أثب كجندب واعطس والشمس تزيدني تمسكا وإلحاحا .. ها قد التأمت قروحي وعرقي ينز برائحة الهمة فاليد الطولى قصر وانقطع حبلها مريضها لا يشفى بل يشقى ويعاني غدر الزمان..

اندهش أنني لم أمت غضبا وإلى الآن ولازلت أثب كأرنب بري وأعطس كديك مزرعة وأنام ملء جفني و بالرغم من الروث والبعوض والصراصير ..

أيام أتذكرها برزنامتى عندما علي صوتي بمواجهتهم.. تسرقون اقسم انكم تسرقون بالتزوير والغش وتدمرون عيالنا ووطننا .. تنادوا وبصوت خفيض واحد اخفض صوتك.. كل البلاد هكذا يا أهبل .. فكر بمستقبلك رددت وأنا أعطيهم بظهري هاربا معاذ الله أن أطعم عيالي السحت أنه يقوى كالجبال ويتقطع بعد أمد كالحبال ..

سنوات أراهم يتهافتون أمامي على الأطباء بمذلة وبروح ذاوية يجرجرون أقدامهم فقد خسروا المعركة وحولهم داء السكري إلى أكوام عظام بشوالات خيش .

اندهش.. أنا سعيد أنني لم أمت إلى الآن .. ازأر كغضنفر وسط الربيع الأخضر تغمرني خيوط الشمس الذهبية ومن حولي تركض الفئران مذعورة ..أعاود الزئير المجلجل هاهو وطني وهاهي أرضي نعيم الدنيا ..
سعد المنصورى ..