الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

يس يم ..


بوسط صياحه المفزع ونظراته القاسية المعدومة من المجاملة وبالساحة الإسمنتية الواسعة التي أطلقنا عليها نعت ( الفرن) وفى عز الظهيرة.. وبكل يوم .. يس ... يم ... يس ...يم... !! تحركوا ياكسالى ... هنا مصانع الرجال ... أريد الأرض تتزلزل تحت أقدامكم .. يس...يم...يس...يم...يس... إلى اليسار در..يس...يم ... يس...يم ... لاراحة اليوم ...لاتفّرق ..اليوم العرق الأسود يملأ الساحة .. رجل إبدل ...رجل إبدل ...!! كسروا الاسمنت ... هؤلا هم الرجال...!! أبعد حدود الإخلاص والتفاني كنت ..! حتى حذائي وكأنما خرج من المصنع الانجليزى للتو ...!!! أرى غيري يدعى العي والمرض ... والعرج.. يتقافزون الأسوار هربا ... وجبنا ...وآخرون بالوساطة والتسول .. إلى يوم التخرج .. كنت في أتم اللياقة والعافية .. بعد الرماية .. حفل التخرج... تكامل الكردوس والفصيل .. رأيت سحنات لم أرها من قبل ..استعراض المشاة..ومع الموسيقى العسكرية الصاخبة .. ووسط أشباه الجنود مما كان غائبا وهاربا .. ومدعى المرض.. ولصوص الميز... يس.. يم.. رجل أبدل .. يس..يم .. إلى اليمين أنظر .. حيث التحية والمنصة .. بغتة علا الصياح: _ أنت .. شدتنى أيدي.. جرجرنى خارج الفصيل ..كان هو عريف الفصيل وبصوت يشبه الضجيج .. _ ( خربت المشية والطابور ... ياتحفة ياأثول )..!! وحين جلوسي هززت رأسي بحسرة محدثا نفسي : ( مانحساب روحي إلا أنطربز في طربزة شينه .. ثاريتنى في غير الجلوه ) ...!!

مهداة لروح عمى على حدوث المنصورى : يا من فيك سر الوجود يامن تنطق فيك الطبيعة بسرَها .. لك الحرف خالدآ لا يبيد . لك المجد .. لأنه مازال بامكاننا أن نعطي لليبيا .. بامكاننا أن نبني ونصنع ونتذوق طعم النجاح الذي قد نكون فقدناه ببعض هذه الراهنات الفاشلة في مجملها على اقصاء الوطن الذي فرَد لنا جناحات الحب لبناء صولجان ليبيا و لتعميرها .. بامكاننا النهوض بليبيا حتى تمتلئ سعادة الى حافتها .. نحن هنا معك عمى الشهيد فى البر الدنيوى الأخر لكننا سنقف كما وقفت وقفة رجل واحد في وجوه العواصف والمرتزقة لصوص الشعوب وعلينا جميعا كما قلت : أن نناضل من أجل ثراء هذاالوطن الغالي

الأحد، 8 سبتمبر 2013

متلازمة قابيل وهابيل


قام مقبول بك الوزير الأول للمالية ..وكان فيما سبق الوالي (الباور) من منطقة " يدرن" بإختلاس خزانة السلطان ..وفى شرح مفصّل.. وصف طوبال باشا بالتفصيل حياة الفسق والإسراف التي يعيشها وزير مالية السلطان .. فقد كان يشترى المزارع والنزل والقصور.. ويرصع العربات بالفضة والذهب..ويرتدى افخر الثياب والحلي .. ويعد الولائم ويتزود بأجمل النساء الارمنيات .. ويتغطى بالحرير والقطيفة .. وفى نهاية الشرح والرسالة يتوسل إليه في ضراعة.. أن يحاكم مختلس خزانة الدولة ويوقع العقوبة الشديدة عليه .. وعلى غيره من المختلسين .. !! أستجاب السلطان عبدالمجيد للرسالة وأجتمع بكل المجلس والوزراء .. وقال بصوت جهوري: لدى فكرة ولكنها كالطائر.. أخاف أن تهرب منى .. ولكن قبلا .. كل من اختلس منكم اويعرف من اختلس يقر عليه وعلى نفسه .. ومن يكذب ونكشف انه سرق بعد ذلك يقطع رأسه على يد الخصيان والانكشارية .. اعترف كل من سرق .. أمر قائد الحرس ..بحلق شعورهم .. واقتيادهم عراة إلى مستنقع تحت قصر السلطان .. وربطهم على أعمدة .. تجمع البعوض بأعداد ماهوله على أجسادهم .. وكل يوم قبل المغرب يزورهم ليرى من يحتضر أولا .. وفى اليوم الثالث .. وكان كل اللصوص قد غطاهم البعوض.. يمتص دمائهم .. أمر احد الحرس الأرناؤطى ..بهش البعوض عن وجوههم ..صاح الوزير السابق مختلس الخزانة ..لا..لا تبعدوا البعوض الشبعان عنى لئلا يحل محله أخر جائع يلتهم مابقى منى...! فجأة صاح السلطان عبدالمجيد .. أنزعو وثاقهم وأرجعوهم لسابق عملهم ... !! (الثانية )... يهتم (النسر الأغر) أيما اهتمام بعشه..هو ورفيقته.. بداية بالبيض.. وتدفئته إلى أن يفقس فرخان مزغبان بريش اصفر .. يبدأن بإطعامهما.. وخلال فترة أشهر الحضانة تظهر العدوانية على أحدهم.. ويبدأ بنقر وعض أخيه المستكين للألم .. ويستولى حتى على غذائة .. لايقتله .. فقط يذيقه أقسى درجات الحرمان والعذاب .. إلى أن يطير معتمدا على نفسه.. ولكن بقلب واجف ضعيف .. ولايعد يهاجم أو يقتات إلا على الحشرات والجيف ..!!

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

تسونامى


يحدث الأنفجار المفاجئ في أعماق المحيط نتيجة غازات نواة الأرض الملتهبة، يعقبه خروج المواد المنصهرة عبر القشرة الأرضية، وتحولها إلى أشلاء في منطقة الضعف الأدنى مع تكون تضاريس حديثة، هي الجزر لحفظ التوازن ، ظهور وبروز في مكان ثم اندثار واختفاء في مكان أخر التموجات المتكونة من جراء عنف الانفجار البركاني، تبدأ قوية ، عمق المياة الزرقاء المخيفة وتتجه على غير هدى ..تبطئ سيرها نتيجة المسافة وهنا سر القوة الرهيبة تسير ببطء وانسيابية في المياة العميقة تمر بأسفل القوارب..والسفن ولا احد يشعر بالوحش القاتل إلى أن تصل المياه الضحلة للشواطئ وعلى حين غرة ترتفع المياه المالحه الزبدية إلى أعلى مكونه الموجه( التسونامية) ضربة وضربات تختلط المنازل بالأشجار وبتراب الأرض يتحول البشر وكل ماتطاله إلى خليط .. أصعب حروب الطبيعة تبدأ بسكون وسلاسة..سكون العاصفة..ما ينطبق على النفس البشرية الضعيفة المختالة...مايبدأ بالأبتسامة والأدب يتحول إلى الكتلة الطينية التسونامية ، وهنا التوجس والخوف... ملايين الفراشات تحترق حبا بالضوء ، المعادلة صعبة لا أحقية لنا في النظر حتى بالطرف إلى القمر البدرى المضىء، مجرد لعبة مسلية ينتهى دورها عند انتهاء الشحنة... عندها تكون رطوبة النفق، وألم الوحدة والليل مع نقيق الضفادع ونعيق البوم الفزع ، أفضل حالا من انبهار اعيننا بضوء الشمس الذهبى فى غير الزمان والمكان

بعض الظل وأشياء أخر..


القضية وكل القضايا تنبع من مستقاها.. وواضحة وضوح عين الشمس .. تبدأ كحلم .. سفينة تتمايل بمحيط ساجى كحصيرة زرقاء .. نقترب أكثر ونمعن النظر في كل الزوايا والأبعاد.. السفينة قديمة قدم النشأة والتاريخ .. نشمو بصواريها وأعلامها ..نشد الحبال نقفر بداخلها ، مقسمة من الداخل بعدد بلدات بني يعرب.. مايشد الانتباه في ذلك الحلم مسارح العرائس .. وحفلات (الليلة الكبيرة) .. نقبع ساهمين فاغري الأفواه من هول مانراه.. أقوام يصفقون وبطون جائعة بإحداق حزينة .. لمن يشد اللعبة .. رقص وأضواء وفيديو كليب وسينما وأكاديميات ..ومكبرات صوت صادرة من كروش شبعة تصرخ بهم أبدا (اسمعوا وعوا ..سنحقق التقدم وهاهو ..أمامكم ) نقترب أكثر من الحجرات المحاذية ..ميكرفونات .. لاتخافوا اطمئنوا ..نحن في النعيم ..نعيم الدنيا فقط شدوا على البطون ..إن تأخر أو انعدم المعاش..إن كثرت البطالة بعض الوقت.. إن انتشر الفقر..وتحولت نسائنا إلى مومسات في أروقة بعض حانات الأحذية..والثمن حذاء يكسو قدم الابن العاري.. أصبحنا كقطيع زرافات.. ننظر ببلاهة إلى حتفنا.. إلى ذئاب صغيرة وحقيرة تنهش أقدامنا وتأكل مؤخراتنا..ونحن ننظر إليها متلذذة بموتنا البطيء من علو رقابنا الطويلة الجبانة و الغير شامخة ..ومع الوقت والتعود صار الوضع روتين خامل.. تتباطأ السفينة المهترئة ..بأقوامها .. ولصوصها..وأماناتها.. ولجانها.. ومقاوليها.. وشركاتها لم نفهم بعد ماالذى تحتويه ومع تعودنا للظلام ..زمن وتتضح القضية فقد فهمنا واستوعبنا مستقاها .. حذاق وحاشية البعض منهم الذين يستعملون لعبة الضحك على الذقون ..شعارهم دعها تغرق(هي السفينة لنا ؟)..وانهب ماتطاله ..والبعض الأخر أسروا النجوى : لاتبقوا قطعة ظليلة حتى لايستريح المسكين ويفكر.. وعندها من الممكن أن يغضب علينا ويغير المسار .. لاتغرق السفينة الهرمة أبدا .. وهى على الوتيرة من حقب وسنين .. والأدهى والأمرهى رحلة سفر لازالت تمخر ومستمرة لبنى يعرب على متنها وقد عشعش البوم والوطاويط بصواريها وجنباتها .. صارت أطلالا .. وأيضا لن تغرق .. فقط النهاية محتومة ومحسومة .. فالقضية واضحة وضوح عين شمس النهار وتنبع من مستقاها .. وهاهى تتحلقها السفن الزاهية المزهرة .. وباتفاق جماعى.. إن هناك في البعيد..سفينة موبوءة بالامراض ..احرقوها ..أو عقموها.. لئلا يصيبنا بلاها ...!