الجمعة، 31 مايو 2019

التدين العشوائى

التدين العشوائي ينافس البناء العشوائي و القصف العشوائي ... الدين الإسلامي واضح ؛ وواسع ويعطي للمتغطي به غطاء يسمح بتوبته ويعطي للإيمان وقته لعله يدخله بسكينة لا عنوة وقوة .... ولعل ظاهرة مسلمي الفتح " أي فتح مكة " كانت واضحة عندما دخلوا في دين الله أفواجا ومع كل مطب سياسي تظهر سوأتهم مثل يوم حنين و أيام الفتن واكبرها فترة الردة الأولى يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقد مارسوا الغطاء القبلي الذي يحمل في حقيقته جوهر الجاهلية ...بل وزاد جنونهم يوم ان ادعوا النبوة لمسيلمة وكذلك سجاح. الضغط في التفكير والتكفير باب إبداع شيطاني ... وفي مجتمعاتنا المضطربة كثير من التدين المغشوش يتسربل باسم الدين و الحقوق ولعل قاتل عثمان ذا النورين أكثر صراحة عندما طعنه تسعة طعنات فقال ثلاثة لله وستة لحاجة في نفسي.... ظاهرة التدين الغير مدروس تصيب المجتمعات عند اضطرابها فينشأ تدين غريب المزاج بلا روح فهو بعيد عن تعاليم عيسى وموسى ومحمد عليهم صلوات الله أجمعين التدين العشوائي مرعب مثل اللحية العشوائية منفر للجميع .... التدين العشوائي مثل تدين أهل العراق يقتلون الحسين ويبكون على دم بعوضة ... التدين العشوائي يقتل ويحرض و يسب ثم يقول هانا ذاهب لحج بيت الله الحرام .. التدين العشوائي خلفه نفوس استمرأت الجريمة والقتل والحرب والنهب و التهجير؛ انهم " يخادعون الله وهو خادعهم " التدين العشوائي يظهر ايد ملطخة بالدم والطعن ... التدين العشوائي .... يظهر أعين مليئة بالغدر ... غرها حلم الله ... التدين العشوائي مثل امشمع " الغش والإختفاء " يغطي الجميع ولا ندري أيهما ملكا او شيطانا.... التدين المغشوش ... نهج اللصوص ... وتوبة القتلة بعد سفك وجريمة منظمة ... التدين العشوائي .... نهج أمة تؤمن في النهار وتكفر في الليل ... التدين العشوائي ... تشوه في القيم والتقييم ... التدين المضطرب يخفي جرائم قد تمت يظن لصوصها أنها تمر ... والله ثم والله لن تمر ...

الجمعة، 30 ديسمبر 2016


النضال .. ن ض ا ل ظاهر .. ضد الظلم ..والجهل .. والفقر .. كلمة حق عند سلطان جائر .. الموت شهادة ظاهرة يعرفها القريب والبعيد . ن ض ا ل باطن وعميق .. تراه العقول وقد لا تراه العيون.. نضال البناء .. ونظافة اليد .. وعفة اللسان ..ونضال الشفافية .. والموضوعية .. ونضال الثقافة ونضال العطاء الموصول ... والنضال من اجل وعي شعب يختار الظلام على النور .. والهدى على الضلالة .. والباطل على الحق. نضال من الميلاد حتى الممات. فاجمع بين نضالين تكن مع النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

دعاء عمر الفاروق رضي الله عنه : اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم فاستجاب الله تعالى له.. فجعل موته في المدينة.. واستشهد فيها بعد ما قتله المجوسي أبو لؤلوة لعنه الله الشهيد الزاوري تنعيه فلسطين ويدفن في تونس ويكون تاج افتخار على راس كل حر يمر بصمت وسمت وعمل واختراق لأجواء الصهاينة انها اسرار القلوب والقبول " ويتخذ منكم شهداء "

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

ثورة


كان الجو رديئا ...يصّفر برياح غربيّة باردة تكاد تخترق الجلد ... وبالرغم من أن الطقس رديئاً وسيئاً إلا أن الثعالب وبنات آوى والجرذان والقطط .. يصل أسماعنا جريها السطوح ..! لم نتمكن من تدفئة أنفسنا ..رغم إستخدامنا كل الوسائل الممكنة من نيران كبيرة ومامتوفر من ملابس مهترئة قديمة وأحجار .. وجمرات ساخنة ...! نضعها فوق أقدامنا وأجسادنا أثناء صحونا ورقودنا المتقطع وكل ذلك لم يجد نفعا ...! أزداد الطقس رداءاً وقساوة بالليل الحالك ... لدرجة أننا لم نجرؤ على إخراج أيادينا بالكوات ... وبالداخل برودة اشد إذا ماجلسنا أمام النار المتراقصة ... مايبدو أنها تحرقنا من الأمام .. وظهورنا تتجمد من الوراء والخلف ...!! عاد الطقس رديئاً مرة أخرى ... بعاصفة هبّت ذهبت كل جهونا التي بذلنها الأيام السابقة هباءاً ... نهار آخر مازال الطقس سيئا .. وكان البرد قاسيا لدرجة أن النيران لم تشع أية دفء ... لأننا عندما نضع أقدامنا عند النار .. تحترق جواربنا الرثة وبدون أن نشعر بالحرارة فقط بخار متضبب ... ! وحتى رائحة احتراقها لانشمه في الحال بدلا من الشعور بها ... كانت تحترق قبل أن ندرك انها تحترق ...!! أيام مرت وسنين أفلت ... أتى الصيف كان شديدا خانقاً حانقاً حارقاً ... مرات عديدة التي نفقد فيها الوعي من الحر وضيق النفس... وعندما نمسح العرق الذي يتسيل في قطرات مستمرة إلى ذقوننا وكل مسامات أجسادنا العليلة ... عاد الشتاء مرة أخرى ونحن نتشعلق بحبال الصبر والمكوث ...! لم نكن راضون عما نحن فيه .. كسرنا الكّوات وخرجنا نحمل المعاول .. امسكنا بالثعالب والجرذان والقطط .. ربطناها بجذوع النخيل .. وانتظرنا حتى تحولت إلى جليد ولتذق من نفس الكأس المرّة ... (سعد المنصورى)

الأحد، 20 أكتوبر 2013

بعض الظل وأشياء أخر..


القضية وكل القضايا تنبع من مستقاها.. وواضحة وضوح عين الشمس .. تبدأ كحلم .. سفينة تتمايل بمحيط ساجى كحصيرة زرقاء .. نقترب أكثر ونمعن النظر في كل الزوايا والأبعاد.. السفينة قديمة قدم النشأة والتاريخ .. نشمو بصواريها وأعلامها ..نشد الحبال نقفر بداخلها ، مقسمة من الداخل بعدد بلدات بني يعرب.. مايشد الانتباه في ذلك الحلم مسارح العرائس .. وحفلات (الليلة الكبيرة) .. نقبع ساهمين فاغري الأفواه من هول مانراه.. أقوام يصفقون وبطون جائعة بإحداق حزينة .. لمن يشد اللعبة .. رقص وأضواء وفيديو كليب وسينما وأكاديميات ..ومكبرات صوت صادرة من كروش شبعة تصرخ بهم أبدا (اسمعوا وعوا ..سنحقق التقدم وهاهو ..أمامكم ) نقترب أكثر من الحجرات المحاذية ..ميكرفونات .. لاتخافوا اطمئنوا ..نحن في النعيم ..نعيم الدنيا فقط شدوا على البطون ..إن تأخر أو انعدم المعاش..إن كثرت البطالة بعض الوقت.. إن انتشر الفقر..وتحولت نسائنا إلى مومسات في أروقة بعض حانات الأحذية..والثمن حذاء يكسو قدم الابن العاري.. أصبحنا كقطيع زرافات.. ننظر ببلاهة إلى حتفنا.. إلى ذئاب صغيرة وحقيرة تنهش أقدامنا وتأكل مؤخراتنا..ونحن ننظر إليها متلذذة بموتنا البطيء من علو رقابنا الطويلة الجبانة و الغير شامخة ..ومع الوقت والتعود صار الوضع روتين خامل.. تتباطأ السفينة المهترئة ..بأقوامها .. ولصوصها..وأماناتها.. ولجانها.. ومقاوليها.. وشركاتها لم نفهم بعد ماالذى تحتويه ومع تعودنا للظلام ..زمن وتتضح القضية فقد فهمنا واستوعبنا مستقاها .. حذاق وحاشية البعض منهم الذين يستعملون لعبة الضحك على الذقون ..شعارهم دعها تغرق(هي السفينة لنا ؟)..وانهب ماتطاله ..والبعض الأخر أسروا النجوى : لاتبقوا قطعة ظليلة حتى لايستريح المسكين ويفكر.. وعندها من الممكن أن يغضب علينا ويغير المسار .. لاتغرق السفينة الهرمة أبدا .. وهى على الوتيرة من حقب وسنين .. والأدهى والأمرهى رحلة سفر لازالت تمخر ومستمرة لبنى يعرب على متنها وقد عشعش البوم والوطاويط بصواريها وجنباتها .. صارت أطلالا .. وأيضا لن تغرق .. فقط النهاية محتومة ومحسومة .. فالقضية واضحة وضوح عين شمس النهار وتنبع من مستقاها .. وهاهى تتحلقها السفن الزاهية المزهرة .. وباتفاق جماعى.. إن هناك في البعيد..سفينة موبوءة بالامراض ..احرقوها ..أو عقموها.. لئلا يصيبنا بلاها ...! سعد المنصورى

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

يس يم ..


بوسط صياحه المفزع ونظراته القاسية المعدومة من المجاملة وبالساحة الإسمنتية الواسعة التي أطلقنا عليها نعت ( الفرن) وفى عز الظهيرة.. وبكل يوم .. يس ... يم ... يس ...يم... !! تحركوا ياكسالى ... هنا مصانع الرجال ... أريد الأرض تتزلزل تحت أقدامكم .. يس...يم...يس...يم...يس... إلى اليسار در..يس...يم ... يس...يم ... لاراحة اليوم ...لاتفّرق ..اليوم العرق الأسود يملأ الساحة .. رجل إبدل ...رجل إبدل ...!! كسروا الاسمنت ... هؤلا هم الرجال...!! أبعد حدود الإخلاص والتفاني كنت ..! حتى حذائي وكأنما خرج من المصنع الانجليزى للتو ...!!! أرى غيري يدعى العي والمرض ... والعرج.. يتقافزون الأسوار هربا ... وجبنا ...وآخرون بالوساطة والتسول .. إلى يوم التخرج .. كنت في أتم اللياقة والعافية .. بعد الرماية .. حفل التخرج... تكامل الكردوس والفصيل .. رأيت سحنات لم أرها من قبل ..استعراض المشاة..ومع الموسيقى العسكرية الصاخبة .. ووسط أشباه الجنود مما كان غائبا وهاربا .. ومدعى المرض.. ولصوص الميز... يس.. يم.. رجل أبدل .. يس..يم .. إلى اليمين أنظر .. حيث التحية والمنصة .. بغتة علا الصياح: _ أنت .. شدتنى أيدي.. جرجرنى خارج الفصيل ..كان هو عريف الفصيل وبصوت يشبه الضجيج .. _ ( خربت المشية والطابور ... ياتحفة ياأثول )..!! وحين جلوسي هززت رأسي بحسرة محدثا نفسي : ( مانحساب روحي إلا أنطربز في طربزة شينه .. ثاريتنى في غير الجلوه ) ...!!

مهداة لروح عمى على حدوث المنصورى : يا من فيك سر الوجود يامن تنطق فيك الطبيعة بسرَها .. لك الحرف خالدآ لا يبيد . لك المجد .. لأنه مازال بامكاننا أن نعطي لليبيا .. بامكاننا أن نبني ونصنع ونتذوق طعم النجاح الذي قد نكون فقدناه ببعض هذه الراهنات الفاشلة في مجملها على اقصاء الوطن الذي فرَد لنا جناحات الحب لبناء صولجان ليبيا و لتعميرها .. بامكاننا النهوض بليبيا حتى تمتلئ سعادة الى حافتها .. نحن هنا معك عمى الشهيد فى البر الدنيوى الأخر لكننا سنقف كما وقفت وقفة رجل واحد في وجوه العواصف والمرتزقة لصوص الشعوب وعلينا جميعا كما قلت : أن نناضل من أجل ثراء هذاالوطن الغالي

الأحد، 8 سبتمبر 2013

متلازمة قابيل وهابيل


قام مقبول بك الوزير الأول للمالية ..وكان فيما سبق الوالي (الباور) من منطقة " يدرن" بإختلاس خزانة السلطان ..وفى شرح مفصّل.. وصف طوبال باشا بالتفصيل حياة الفسق والإسراف التي يعيشها وزير مالية السلطان .. فقد كان يشترى المزارع والنزل والقصور.. ويرصع العربات بالفضة والذهب..ويرتدى افخر الثياب والحلي .. ويعد الولائم ويتزود بأجمل النساء الارمنيات .. ويتغطى بالحرير والقطيفة .. وفى نهاية الشرح والرسالة يتوسل إليه في ضراعة.. أن يحاكم مختلس خزانة الدولة ويوقع العقوبة الشديدة عليه .. وعلى غيره من المختلسين .. !! أستجاب السلطان عبدالمجيد للرسالة وأجتمع بكل المجلس والوزراء .. وقال بصوت جهوري: لدى فكرة ولكنها كالطائر.. أخاف أن تهرب منى .. ولكن قبلا .. كل من اختلس منكم اويعرف من اختلس يقر عليه وعلى نفسه .. ومن يكذب ونكشف انه سرق بعد ذلك يقطع رأسه على يد الخصيان والانكشارية .. اعترف كل من سرق .. أمر قائد الحرس ..بحلق شعورهم .. واقتيادهم عراة إلى مستنقع تحت قصر السلطان .. وربطهم على أعمدة .. تجمع البعوض بأعداد ماهوله على أجسادهم .. وكل يوم قبل المغرب يزورهم ليرى من يحتضر أولا .. وفى اليوم الثالث .. وكان كل اللصوص قد غطاهم البعوض.. يمتص دمائهم .. أمر احد الحرس الأرناؤطى ..بهش البعوض عن وجوههم ..صاح الوزير السابق مختلس الخزانة ..لا..لا تبعدوا البعوض الشبعان عنى لئلا يحل محله أخر جائع يلتهم مابقى منى...! فجأة صاح السلطان عبدالمجيد .. أنزعو وثاقهم وأرجعوهم لسابق عملهم ... !! (الثانية )... يهتم (النسر الأغر) أيما اهتمام بعشه..هو ورفيقته.. بداية بالبيض.. وتدفئته إلى أن يفقس فرخان مزغبان بريش اصفر .. يبدأن بإطعامهما.. وخلال فترة أشهر الحضانة تظهر العدوانية على أحدهم.. ويبدأ بنقر وعض أخيه المستكين للألم .. ويستولى حتى على غذائة .. لايقتله .. فقط يذيقه أقسى درجات الحرمان والعذاب .. إلى أن يطير معتمدا على نفسه.. ولكن بقلب واجف ضعيف .. ولايعد يهاجم أو يقتات إلا على الحشرات والجيف ..!!

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

تسونامى


يحدث الأنفجار المفاجئ في أعماق المحيط نتيجة غازات نواة الأرض الملتهبة، يعقبه خروج المواد المنصهرة عبر القشرة الأرضية، وتحولها إلى أشلاء في منطقة الضعف الأدنى مع تكون تضاريس حديثة، هي الجزر لحفظ التوازن ، ظهور وبروز في مكان ثم اندثار واختفاء في مكان أخر التموجات المتكونة من جراء عنف الانفجار البركاني، تبدأ قوية ، عمق المياة الزرقاء المخيفة وتتجه على غير هدى ..تبطئ سيرها نتيجة المسافة وهنا سر القوة الرهيبة تسير ببطء وانسيابية في المياة العميقة تمر بأسفل القوارب..والسفن ولا احد يشعر بالوحش القاتل إلى أن تصل المياه الضحلة للشواطئ وعلى حين غرة ترتفع المياه المالحه الزبدية إلى أعلى مكونه الموجه( التسونامية) ضربة وضربات تختلط المنازل بالأشجار وبتراب الأرض يتحول البشر وكل ماتطاله إلى خليط .. أصعب حروب الطبيعة تبدأ بسكون وسلاسة..سكون العاصفة..ما ينطبق على النفس البشرية الضعيفة المختالة...مايبدأ بالأبتسامة والأدب يتحول إلى الكتلة الطينية التسونامية ، وهنا التوجس والخوف... ملايين الفراشات تحترق حبا بالضوء ، المعادلة صعبة لا أحقية لنا في النظر حتى بالطرف إلى القمر البدرى المضىء، مجرد لعبة مسلية ينتهى دورها عند انتهاء الشحنة... عندها تكون رطوبة النفق، وألم الوحدة والليل مع نقيق الضفادع ونعيق البوم الفزع ، أفضل حالا من انبهار اعيننا بضوء الشمس الذهبى فى غير الزمان والمكان

بعض الظل وأشياء أخر..


القضية وكل القضايا تنبع من مستقاها.. وواضحة وضوح عين الشمس .. تبدأ كحلم .. سفينة تتمايل بمحيط ساجى كحصيرة زرقاء .. نقترب أكثر ونمعن النظر في كل الزوايا والأبعاد.. السفينة قديمة قدم النشأة والتاريخ .. نشمو بصواريها وأعلامها ..نشد الحبال نقفر بداخلها ، مقسمة من الداخل بعدد بلدات بني يعرب.. مايشد الانتباه في ذلك الحلم مسارح العرائس .. وحفلات (الليلة الكبيرة) .. نقبع ساهمين فاغري الأفواه من هول مانراه.. أقوام يصفقون وبطون جائعة بإحداق حزينة .. لمن يشد اللعبة .. رقص وأضواء وفيديو كليب وسينما وأكاديميات ..ومكبرات صوت صادرة من كروش شبعة تصرخ بهم أبدا (اسمعوا وعوا ..سنحقق التقدم وهاهو ..أمامكم ) نقترب أكثر من الحجرات المحاذية ..ميكرفونات .. لاتخافوا اطمئنوا ..نحن في النعيم ..نعيم الدنيا فقط شدوا على البطون ..إن تأخر أو انعدم المعاش..إن كثرت البطالة بعض الوقت.. إن انتشر الفقر..وتحولت نسائنا إلى مومسات في أروقة بعض حانات الأحذية..والثمن حذاء يكسو قدم الابن العاري.. أصبحنا كقطيع زرافات.. ننظر ببلاهة إلى حتفنا.. إلى ذئاب صغيرة وحقيرة تنهش أقدامنا وتأكل مؤخراتنا..ونحن ننظر إليها متلذذة بموتنا البطيء من علو رقابنا الطويلة الجبانة و الغير شامخة ..ومع الوقت والتعود صار الوضع روتين خامل.. تتباطأ السفينة المهترئة ..بأقوامها .. ولصوصها..وأماناتها.. ولجانها.. ومقاوليها.. وشركاتها لم نفهم بعد ماالذى تحتويه ومع تعودنا للظلام ..زمن وتتضح القضية فقد فهمنا واستوعبنا مستقاها .. حذاق وحاشية البعض منهم الذين يستعملون لعبة الضحك على الذقون ..شعارهم دعها تغرق(هي السفينة لنا ؟)..وانهب ماتطاله ..والبعض الأخر أسروا النجوى : لاتبقوا قطعة ظليلة حتى لايستريح المسكين ويفكر.. وعندها من الممكن أن يغضب علينا ويغير المسار .. لاتغرق السفينة الهرمة أبدا .. وهى على الوتيرة من حقب وسنين .. والأدهى والأمرهى رحلة سفر لازالت تمخر ومستمرة لبنى يعرب على متنها وقد عشعش البوم والوطاويط بصواريها وجنباتها .. صارت أطلالا .. وأيضا لن تغرق .. فقط النهاية محتومة ومحسومة .. فالقضية واضحة وضوح عين شمس النهار وتنبع من مستقاها .. وهاهى تتحلقها السفن الزاهية المزهرة .. وباتفاق جماعى.. إن هناك في البعيد..سفينة موبوءة بالامراض ..احرقوها ..أو عقموها.. لئلا يصيبنا بلاها ...!

الجمعة، 14 يونيو 2013


المخلوق الأثيرى .. ذات مرة رأيت فيما يرى النائم .. أنى مخلوق أثيري أطير بالهواء بسرعة الضوء .. فجأة حاذاني مخلوق اكبر منى حجما يشع بلونه الأزرق..امرنى بالتوقف..شدني من كتفى..محركا قرنا استشعاره .. _ بني أنت صغير السن..انتبه لسن الطيش..لاتذهب بعيدا .. أخاف عليك .. وبعد عدة دورات رجعت إليه بسرعة البرق .. _ مما تخاف على ؟ _ بني هناك كوكب بعيد يبعد عنا آلاف السنوات الضوئية .. يقول اجدادى من يصله لايرجع ابدا فهو مغر ومليء بالخيرات ..أرضه خصب ..نسوانه طرب وجميلات المحيا ..به وديان ووهاد خضراء مزروعه كثير الورود..بحاره زرقاء صافية وأناسه طيبون وأطيب من الطيب .. قررت الرحيل إلى كوكب الأحلام ..الكوكب الأزرق..وليكن مايكون..مرت سنه..اقتربت من سماء زرقاء رأيت كويكب بحجم بيضه يدور في فلكه ..اقتربت أكثر أصبح بحجم بيضه نعامة تحفزت مجساتى السماعية أصبحت كلىّ آذان مصغية للصخب والأصوات المتواصلة .. أنين .. بكاء .. آهات .. اقتربت أكثر .. طرقعات رصاص ومدافع..أزيز طائرات وقصف .. عويل .. وصراخ وجثث.. أين أنا..؟ ارض الأحلام..طيبون..هل كان أبى يداعبني عندما قالها..قلت فى عقلي انتقل إلى مكان أخر .. وبلمح البصر..طوابير من البشر..ماهذا يتزاحمون على أرغفة الخبز .. هه أغير المكان مرة أخرى ومبان عالية محاطة بأسيجة وما بداخلها كائنات أدمية ببطون منتفخة يدخنون السيجار وسط إناثهم السابحة بحمامات مقسمة ..وبالخارج لازالت الجموع تتناقش وتتنافس وتتصارع من اجل لقمة الكفاف وبكل الأحيان تشترك الايدى والأرجل بالنقاش وتسيل الدماء تحت الأرجل المختلطة .. زحام وصخب .. اقتربت من مبنى قديم وجدت شخصا يرمى نفسه من الأعلى..تلقفته بحكم اننى اثيرى ..أنزلته بتؤدة ..سألته بلغته لماذا تريد أن تقتل نفسك ..؟ _ قال : انا جائع واولادى جياع لقد نهبوا أرضى .. وفصلوني من عملي..أريد أن ارتاح لم اعد أنام .. _ قلت ولكن القصر الذي بجوارك مليء بالأكل ..لما لاتاخذ منه .. _ صاح باشمئزاز واستغراب من أي العوالم أنت ؟ سألت مرة أخرى ولما لايعطونك هو يكفيهم وأكثر..نظر نحوى بعيون محمرة وقفز.. هذه المرة لم أتصدى له .. وعلى صوت ارتطامه بالأرض وصرخته وتكسر عظامه صحوت مذعورا متعرقا وصحت بدوري : حرمان حياة سعيدة ..

الأربعاء، 29 مايو 2013


استاد الثقافة ______________ الأيام خطوات ...خطوة تليها خطوة أخرى في تتابع ...! تتابع النهارات والليالي مثيلتها تماما وعلى النسق وصنوان ...! بالبزوغ ونهاية بالسدول... وقد تتأتى الخطوات بالجديد وقد تنبثق الأنهر بماهو جديد ايضا..وقد يكون دهش الجدّة...!! وهذا هو المحور والقاسم المشترك...وهو النظام الكوني الصارم...لاحيد...ولامناص... ولاحؤول عنه...ومن الخلال كل كائن حي يخطو بدربه ركضا أو هوينة ...بكل مايراه ويحسه ويلمسه وفق قدر ومكتوب ...ووفق بعضا من (رايته) او آراؤه وفكره المحض.. وبالمعظم الاثنين معا وهو العامل المشترك وصنوان وعلى الوتيرة والنسق ...!! اى بالمجمل كل شخص او فرد (يقبص شكيكة)...(ملاهة ) وقد تكون ذات منفعة وقد الضد ...سبوبة تلهيه عن وطء ولضى ...وجسارة ظلم وظلام وظلمة الفراغ ...! أعلى السلم لهاث المنصب والمال..أدنى درجات السلم الثرثرة والهذرمة (بالمواعيد) شاطر ومشطور ومابينهما طازج او نىء او رديء ...صنوان ودوما بنفس المكان والعيش تبعا للإدراك ومستوى الحس والإحساس ...! وحسب ماتؤتى الثمار من حظ حسن او عاثر وبكمية الجهد المبذول ومبدأ المكسب والخسارة الرائجين ...! سبوبة الكتابة...بدأتها بإلتقاط القلم...وعكرشة الحروف فرحة وتقليدا لمن هم بالملعب المعشب ...! ولجت احد الأبواب كان موصدا ...طرقت وطرقت حتى كل متني وعندما فتح الباب دخلت عنوة ومن بين الأحداق المتلصصة إلى الخارج خوفا من قدوم الجدد ...! مكثت سنين كأنما انا بالباستيل او بصحراء تاكلامكان مزقت الأوراق والدفاتر ...! ومن باب موارب دخلت ...كانت قاعة رخامية مغطاة جدرانها بصور اللاعيبين...كم سعدت وجذلت باستقبالهم اجلسونى على كرسي وكانت فناجين القهوة تروح وتجيء التفت يمينا ويسارا كل من حولي شباب يافع مفعم حماسة واتقادا...سألت بفضول قالوا: هؤلا هم كتاب الوطن ...! مااثار دهشتي جل الجمع يرنوا إلى الخارج وبصمت مطبق...ومن خلال الزجاج المغبش... إلى التهليل والى اللاعيبين الكبار أسياد المؤتمرات الأدبية والثقافية والسفريات واللقاءات الصحفية...مستحوذى المناصب والصكوك والجوائز ... كررت السؤال قالوا بصوت واحد : نحن وأنت على دكة الاحتياط...هل ترى الملعب ؟ لايتعدى خطوطه الجيرية ولايجتازها إلا ذو الحضوة ... مااتعسنى وغمنى أكثر هو مارأيته وبوضوح ومن خلال الزجاج المضبب ...لاعبى نرد...وأكروبات بأجساد شائخة ...فرسان الهيلاهوب.. واليويو.. والثلاث ورقات..وكش ملك ...! وهم وسراب آفل ولازالوا ولازلت على دكة الاحتياط ...

الأربعاء، 22 مايو 2013


أأ. لأننى ليبى.. سعد المنصورى نظرة أبنى الجفلة المطاطئة من وسط بشرة جلدها كالوحل قبل أن يخبرني انه حطمّ السيارة..ضربة بعقر الدار..انتفضت كطائر مهيض لايطير وأملى في الهروب والنجاة من الإفتراس والبراثن ضئيل ..! لقد تقبلت دوري في الحياة..موظف مثقل موهن معاشي تائه بين السلف والديون ..ليس بمعاش هو منه ومذلّة ..! الأن انا مقعد قعيد وسط النفايات ..أأسقط واقفا.. !! فجأة وانا فاغرا فاى ويدى تلوح وقاربت أن تهوى بصفعه التقطته كنمرة جامحة ..عيناها تتشح بالسواد..احتضنته..خر باكيا..انسحبت بمأقى مترعة بالدموع.. عاودنى الهسيس .. اللعنة السيارة أخدم عليها تاكسي ..هي القوت اليومي والأمل إلى أن يأتي الغد الواعد..ولكن أسوأ ماحصل قد حصل..أحسست اننى كجندي فقد أباه ليلة رحيله..خرجت زفرة تلتها تنهيدة صفقت يداى بامتعاض بائن عضضت نواجذي تذكرت من بقصورهم وفللهم ومن حولهم القنان والنافورات بأمعاء هاضمة ممتلئة ونسوان تحذوهم شعورهن تهفهف بلون الرمال الذهبية .. كم أحبطني ساعتها شعوري اننى اقل ودون الآخرين..ولقد فتح على باب جهنم بمصراعيه وسيأتي الآخرون يحملون المعاول والسيوف والدائن والمتشمت والعدو..قهر ومابعده قهر.. حياتي خائبة منذ دخولي وتخرجي من الجامعة..مورثات أحجية لعنة العائلة(الوظيفة)..موظف وليبي ومتزوج وفى ليبيا وقد تكسرت سيارته..!! هه .. منذ سنوات ونفسي مثارة مفعمة بالتساؤل البغيض..أين مكمن الخطأ والداء لدى سماعي فلان تحصل على تعويض..فلان تهدية الدولة سيارة كل سنة..فلان ترك الوظيفة وتعين بشركة نفطية..موظفين علاجهم على حساب الدولة..فلان يبعث للدراسة بالخارج..فلان تحصل على قطعة ارض..أمانات زادت رواتب موظفيها..كل شيء حاله ينقلب وانا أنضب من الداخل..كسمكة في برميل..لالحظة واحدة من بصيص امل.. ولكن أود أن أشكرك ياخالقى ياإلهى لاننى ولدت بهذا الوطن وانك علمتنى معنى الألم وقسوة القهر وماعليه الأن .. وكل هذا لاننى ليبي وموظف وسيارتي تكسرت وغيرى كثر..ننتظر من يمد لنا معطفا يدثرنا بليلة باردة ويربت على أكتافنا..فقط يقول: ولى الكثير وتعوض صبركم خيرا..وهيا بنا نزرع (بعالينا ) بالخضار مجددا..اعرف أنكم مللتم الحنث بالعهود..ولقد زاحت القيود..ولنشمرعن سواعدنا نبنى ليبيا الجديدة ..هه

الاثنين، 20 مايو 2013


يهتم (النسر الأغر) أيما اهتمام بعشه..هو ورفيقته.. بداية بالبيض.. وتدفئته إلى أن يفقس فرخان مزغبان بريش اصفر .. يبدأن بإطعامهما.. وخلال فترة أشهر الحضانة تظهر العدوانية على أحدهم.. ويبدأ بنقر وعض أخيه المستكين للألم .. ويستولى حتى على غذائة .. لايقتله .. فقط يذيقه أقسى درجات الحرمان والعذاب .. إلى أن يطير معتمدا على نفسه.. ولكن بقلب واجف ضعيف .. ولايعد يهاجم أو يقتات إلا على الحشرات والجيف ..!! ( سعد)

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

لعبة الروليت الروسية



ها قد كتبنا وحبّرنا وشدونا حتى كل متننا..ولما كلمتننا اتضح انها تلافيف سراب وسط فلاة حارقة ..
صدوغنا بمواجهة الفوهات وتبدأ اللعبة ..سحب الزناد ..ثم..طق.. يعلو لهاثنا وعويلنا. لاشيء.. نتنهد.. ها سنة قد مرت ..وبدأت أخرى مع مرتزقة المال ..والمارقين ..ولصوص قوت العيال ..ننسى أو نتناسى الفوهات والزندة ..ويبشروننا ..لم تعد اللعبة تجدي..وقد تغير كل شيء ..صرتم للأحسن ..ثم يتكرر ال...مشهد بتغير من يحمل القبضات ويشد الزندة..
طق.. مرة أخرى ..تلوها مّرات وأضغاث أحلام.. وسنوات وعمر ممض مقيت يمضى..في انتظار الحنان من رصاصة وقد تكون على استواء مع الإبرة ..
طق..وننتهي ..نريح ونرتاح ..

مرهونة بالزمن الذي بدأ يفلو ويغيب ..ولكن هناك مسحة من امتنان ..توقف شاهري المسدسات وأسياد اللعبة القميئة بإعانة من سجن سابقا.. وجلس على كرسي قبالة منضدة بمواجهة وحش يدير القرص الفارغ إلا من رصاصة ..

سعد المنصورى

الاثنين، 7 نوفمبر 2011

أعراض متلازمة اليد الطولى والطويلة

اندهش أنني لم أمت غما وكمدا إلى الآن .. ولازلت أثب كا.. كانغارو.. واعطس كقط بمخبز ولازلت انهض واعدو تزكمني رائحة الرطوبة والعفن .. فالشمس اللاهبة تبتسم متشمتة بعرقي المتسيل الزنخ كخل معتق ..

ذاك اليوم عندما صفعني رئيس المركز وعندما جندلني نائبه بقبضته الغليظة ومزق العريف قميصي وخنقني ثم جرجرني إلى حجرة تفوح منها رائحة الطبيخ المحروق ..هنيهة ثم أمرونا أن نوطوبر بالممر ..كان هناك عسكر ضاحكونا بعيون بلهاء يثي

رون نحونا ..لما لم تصفقوا أيها الأغبياء..

أيام رزنامة لا تنسى .. مرت سنوات وكلما أرى بلاط ممر متسخ يذكرني بالطابور والعويل والصراخ .. حتى ذاك اليوم كنت بالقرب من العناية الفائقة.. لمحته مسجيا فوق سرير ينفث يريد الهواء والحياة ..اقتربت رنوت إليه من وراء الزجاج النظيف .. كان قد اعوج فمه وتهدلت وجنتاه مبحلقا بعيون فزعة إلى السقف يطلب الغوث ..

علا الفرح أساريري وكم اندهشت لتقلب الحياة فأنا لم أمت ولازلت أثب كجندب واعطس والشمس تزيدني تمسكا وإلحاحا .. ها قد التأمت قروحي وعرقي ينز برائحة الهمة فاليد الطولى قصر وانقطع حبلها مريضها لا يشفى بل يشقى ويعاني غدر الزمان..

اندهش أنني لم أمت غضبا وإلى الآن ولازلت أثب كأرنب بري وأعطس كديك مزرعة وأنام ملء جفني و بالرغم من الروث والبعوض والصراصير ..

أيام أتذكرها برزنامتى عندما علي صوتي بمواجهتهم.. تسرقون اقسم انكم تسرقون بالتزوير والغش وتدمرون عيالنا ووطننا .. تنادوا وبصوت خفيض واحد اخفض صوتك.. كل البلاد هكذا يا أهبل .. فكر بمستقبلك رددت وأنا أعطيهم بظهري هاربا معاذ الله أن أطعم عيالي السحت أنه يقوى كالجبال ويتقطع بعد أمد كالحبال ..

سنوات أراهم يتهافتون أمامي على الأطباء بمذلة وبروح ذاوية يجرجرون أقدامهم فقد خسروا المعركة وحولهم داء السكري إلى أكوام عظام بشوالات خيش .

اندهش.. أنا سعيد أنني لم أمت إلى الآن .. ازأر كغضنفر وسط الربيع الأخضر تغمرني خيوط الشمس الذهبية ومن حولي تركض الفئران مذعورة ..أعاود الزئير المجلجل هاهو وطني وهاهي أرضي نعيم الدنيا ..
سعد المنصورى ..

الخميس، 3 فبراير 2011

الصحراء . .

تستهوى عشاقها ..وتجذبهم إليها . افتتن بها كل من جاب نواحيها ..افتتن بعظمتها المتمثلة في فضائها الواسع .. وسكونها العميق .. تبتسم الصحراء ..فما أحلى ابتسامتها ..وتعبس ..فما أقبح عبوسها ..تضحك نجومها ..فتستهوى عابرها ..ويحتكم فضاؤها في القلب ..فتوقعه في أسرها ..فيسير مغبط النفس هانيها ..سير المطمئن ..المؤنس بها .. المولع بجمال...ها .. ولكن شيمتها الغدر ..فلقد تريك غاية الغضب والقسوة التي لا متجاوز بعدها بعد أن تضفى عليك السرور وترضيك تمام الرضا ..

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

جضران ..

لست أدرى مصدر وكنه الكلمة العامية (جضران) أو (ضجران) .. والأصح والأرجح برأيي أنها انبثقت من الضجر بما معناه الملل والكبت .. أتخيل بذهني صورة وموقف مبدعها ومبتكرها وبالأحرى مخترعها يتثاءب رانيا للأفق البعيد الآفلة شمس غروبه الدامية محبط العزيمة والهمة .. يرزح تحت وطأة شيخوخة مبكرة وبغير أوانها بدأت تعلن عن نفسها بهرم مقبل كاره ومكروه ..ونهاية لريعان حياة منتهية هي حقيقة البداية .. قسرا وغصبا وعنوة وليست وفق هواه .. مستسلما ان الموات لن يأخذ إلاميتا .. ويرى نفسه أمسى جثة بعيون نغلها الدود .. وقد انطفأت بعدما كانت ممتلئة بأمل وحياة أخرى كالآخرين ممن سمع عنهم الكثير قاطني البر الثاني .. وبدون ان ادرى شاركته احاسيسة المرهفة.. وصرنا صنوان .. أدليت بدلوي ببئر الضجر والحرمان عاجلته بأيات لأبن الرومي : لاتلح من يبكى حياته .....إلا إذا لم يبكها بدم عيب الحياة غول سكرتها......مقدار مافيها من النعم لسنا نراها حق رؤيتها.......إلا زمان الهم والغم كالشمس لاتبدو فضيلتها.......حتى تخشى الأرض بالظلم ولرب شيء لايبينه...........وجانه إلا مع العدم .. وحينما بوغت بسماعه الأبيات تخيلته وقد أرهف السمع.. ومن علو حدق نحوى بإمعان..بقامة فارعة وسط الضباب والسحاب وبلحية سوداء كثة قابضا ترسه ورمحه.. ومتمنطقا سيفه.. أشبه بالناصر صلاح الدين هيئة وهيبة وقال بصوت واثق النبرات.. اخى اشعر ان الزمن توقف وانا محاصر مسجون مغبون كحصان عفي بزمانكم هذا وكل ماحولى جامد يتواصل صهيله وتململه ليلا ونهارا يريد ان ينطلق بالسهوب الفسيحة ضجران .. جضران اخى لاكائن حي يرضى بالأسوار ولو كانت من جوهر .. صحت وقد تملكتني الحماسة : انا ايضا أيها القائد ضجران..ضجران..جضرااان..مما انا فيه ومما أراه واسمعه من واقع يعرب.. من التسول والصغارة والرضا بالذل والهوان ومن السدود والبنود والأسوار والحدود .. جضران من عب السراب.. ونكث الوعود ومقولة شمسنا منا وشمس الغد فينا ..ومن غصة وطني يانغما في خاطري ومن نغمة وطني ياالما في خاطري..وطني الذي لازال ممددا بوهج الشمس و عصف الرياح وقد قطعت أشجاره ..ياوطنا تسلل وتسلق الشراذمة وشذاذ الآفاق نخلتك الخضراء الوارفة التهموا البلح والرطب والجّمار وصنعوا من دمك (لاقبى ) للياليهم الحمراء .. صرخاتي واهاتى واناتى ردد صداها الوادي والسهل والجبل .. ضجران وجضران..أريد ان أتنسم الصدق والوفاء.. وان يهنأ اولادى واحفادى بحال حقيقي ولا تنمو بتلاتهم على الزور والبهتان والرياء ..أريد واقعا ملموسا وان أرى بأم عيني الغد سهل منبسط اخضر..اركض وأميّز ضباب انفاسى الشفيف يغرق احداقى.. وبعد المشوار (الزين) ارتاح هانئا بظل دوحة وطني الخضراء وبعد ان دفن الماضي الآفل الاثم بشراذمته والى غير رجعة.. ولاننى وفى السياق اعرف وأدرى الحكمة والقول الصيني ( الجواد المحبوس الضجران والجضران إذا طال ضجره وليل سجنه تنفصل روحه عن جسده وتصعد للسماء ويصير مريضا حزينا اعجفا لايصلح لشيء ولا لن ترجع روحه طيلة حياته )..

الاثنين، 31 يناير 2011

الأكذوبة والواقع

تلك هي شجرة تين جرداء ،في عظمة تتشابك، جذعها يتضاءل حتى ليكاد يختفى، وهى بالزّهر متيّمة...إذ تتعرى في لحمتها على نحو بالإزدهار يشي، ومنها ألوان الحياة تنطلق ...كان ثمة زهرة من داخلها أينعت ،وفى باطن الرحم أزدهرت ، والأن ثمة رحم مكتمل في شكله يشبه الزهرة ..." د. ه .لورنس ".. كذبة كبيرة كبر البحر الواسع المتلاطم .. أن يضحك ويقهقه المغلول المواطن (الشرق أوسطى) ملء شدقيه ومن قلبه وبضحكة رنانة يسمع بها زفيره وشهيقه .. تهتز منها بطنه .. يضرب الأرض برجليه راقصا سعيدا وجذلا ودموع الفرح تغمره وتطفر من جدقتيه .. وقد يقول قائل هذا تشاؤم وسوداوية هناك من ضحك ويضحك أحيانا ويسعد أخرى .. قول مزعوم ومقيت ولايمت للواقع بصلة .. وقد يضحك زيفا وتقربا أو حزنا مكبوتا ضحكة جوفاء فارغة ... وسعادة مثبطة واهية منزوعة وفاقدة الوعي ..مخنوقة بعبرات وغصّات كبر المحيطات والبحار وحتى إنها بأمر وتصريح وإيماء الآخرين ... تجلجل صدئة مترددة كشجرة عتيقة قد هوت بجرف.. من يوم لفظه رحم أمه علق بخدمة أسياده.. مايأتيه وما يبدو له أن عاصفة غدا ستهب .. الشرق أوسطيون ..كائنات بجرار كلما سقطوا أو تسللوا منها تم ركلهم وأعادتهم برفوش الأحلام .. ليس من الصدق في شيء أن ينفق من الضحك عربي شرقي البته .. فقد هرب الفرح من أجندته ..من يوم قميص عثمان ومكر أبو لؤلؤة .. وتسول طارق ... والرؤوس المعلقة على باب زويلة .. الهم العربي والتخلف الشرقي اكبر مما نظن ..كبر المحيطات والسماوات .. يلوح ويلوّح بنهاية وبلانهاية ..كثيره غائب قليله بادى.. مثل جبل جليدى مغمور يمضى وعلى مهل .. لابهجة بتاتا ولا إبتهاج قط .. مفتعلة ومفتعل من كضيم لضيم .. ومن قاس آثم بحق غيره من العباد وبحق نفسه.. ثمل بسيئاته وفى حالة من نشوى السكر الشديد برحلة عمره التعسه المحفوفة بالخوف وعدم الشعور بالأمان ممن سرقهم وظلمهم .. وعندما نمعن التفكير والنظر بالقضية وموطن العوج الطائل مداه وصبره .. منتهى الغبن والغباء ..العصا ممسوكه من الطرف للضرب والتأديب وممسكها والضارب في توجس فقد تنكسر .. إذا من السهل التعايش وهى شدها بالمنتصف تماما ..يوقف أو يتوقف الآثم والضحية يأخذ حقه .. بيت صغير بسياج ابيض وحياة كريمة.. عندها تتهادى بأشرعتها وسط يم ساج وبمتنها عباد يضحكون بصدق ..يحمدون ربهم .. تدفئهم شمس مشرقة وغير ظالمة .. خير الله كثير ورزقه عميم ..يكفى الأنام

النار . .

أنا والنار وحدنا يقظان .. كل ماحولنا نائم .. هأنا أتملى معانيها .. إنها تبغى السمو دائما .. لاتطأطىء رأسها للريح .. إنها قوية تأتى على الأخضر واليابس .. فيصبح في برودة الموت . لهيب الثورة من لهيبها . ضرام الحب من ضرامها .الشباب مشتق من من شبوبها .إنها بنت الشمس في الأرض ..بضوئها ..وقوتها .. وحرارتها .. والحياة بأجمعها . الحياة حرارة .. والموت برودة .. تنفع وتضر .. تقرب وتبعد .. إنها أجل مااكتشفه الإنسان .. المدنية وليدة الاكتشاف والاستغلال . مهما اختلفت أسماؤها ..من فحم .. ونفط .. فهي النار .. لها فوق جلالها وقدرتها جمال عجيب .. اجتمع فيها سر جمال النور ..وجمال الكون .. وجمال الحركة .. وجمال القوة ..وجمال الوداعة . هي شمعة حين تهدأ.. بركان حين تثور

الدعسوقة

حشرة صغيرة من ضمن كائنات الكون الواسع ..آية من آيات خلقه تعالى ..منقطة بالأحمر وسط السواد ..خنفساء أعداؤها كثر يتربصون بها الدوائر ..تنجو بالاختباء والدعاء.. وأحيانا بالطيران الوئيد وبالرغم تواصلت سلسلة حيواتها الناعمة إلى أن برز في الأفق عدو رهيب جعل من أيامها ولياليها وشتاواتها وصيوفها كابوس وجحيم مفزع ..وندوب مقرحة .. دبور أسود أصغر منها حجما بكثير ..ينتظر ويتربص مشيها الحثيث المطمئن ..وحين مرورها وبمنتهى الهدوء والمكر والخداع يغرز ابرته ببطنها وبدون أن تحس ..يبيض داخل جسدها الدبق ..مع الوقت والمحيط تفقس البيوض الصغيرة بداخل البدن الغافل المكتنز ..تبدأ بالتهام الأمعاء واللحم والأحشاء رويدا رويدا وبشراهة ..أيام تلوها أسابيع ..تسمن اليرقات مع نفوق الدعسوقة الجميلة .. تستظل وتختبئ عن الأعداء وسط محيط مهيأ سلفا ..تتحور إلى دبابير مكشرة مخيفة ..تطير بالهواء ليلا ونهارا ..تبحث عن دعاسيق أخر بريئة ..هي ضحاياها التالية ..

الجمعة، 30 أكتوبر 2009

إنحناء السنبلة

أنا مِـن تُرابٍ ومـاءْ خُـذوا حِـذْرَكُمْ أيُّها السّابلةْ خُطاكُـم على جُثّتي نازلـهْ وصَمـتي سَخــاءْ لأنَّ التُّرابَ صميمُ البقـاءْ وأنَّ الخُطى زائلـةْ. ولَكنْ إذا ما حَبَستُمْ بِصَـدري الهَـواءْ سَـلوا الأرضَ عنْ مبدأ الزّلزلةْ! ** سَلـوا عنْ جنونـي ضَميرَ الشّتاءْ أنَا الغَيمَـةُ المُثقَلةْ إذا أجْهَشَتْ بالبُكاءْ فإنَّ الصّواعقَ في دَمعِها مُرسَلَهْ! ** أجلً إنّني أنحني فاشهدوا ذلّتي الباسِلَةْ فلا تنحني الشَّمسُ إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ ولا تنحني السُنبلَةْ إذا لمْ تَكُن مثقَلَهْ ولكنّها سـاعَةَ الانحنـاءْ تُواري بُذورَ البَقاءْ فَتُخفي بِرحْـمِ الثّرى ثورةً.. مُقْبِلَـهْ! ** أجَلْ.. إنّني أنحني تحتَ سَيفِ العَناءْ ولكِنَّ صَمْتي هوَ الجَلْجَلـةْ وَذُلُّ انحنائـي هوَ الكِبرياءْ لأني أُبالِغُ في الانحنـاءْ لِكَي أزرَعَ القُنبُلَـةْ!