الأربعاء، 22 مايو 2013


أأ. لأننى ليبى.. سعد المنصورى نظرة أبنى الجفلة المطاطئة من وسط بشرة جلدها كالوحل قبل أن يخبرني انه حطمّ السيارة..ضربة بعقر الدار..انتفضت كطائر مهيض لايطير وأملى في الهروب والنجاة من الإفتراس والبراثن ضئيل ..! لقد تقبلت دوري في الحياة..موظف مثقل موهن معاشي تائه بين السلف والديون ..ليس بمعاش هو منه ومذلّة ..! الأن انا مقعد قعيد وسط النفايات ..أأسقط واقفا.. !! فجأة وانا فاغرا فاى ويدى تلوح وقاربت أن تهوى بصفعه التقطته كنمرة جامحة ..عيناها تتشح بالسواد..احتضنته..خر باكيا..انسحبت بمأقى مترعة بالدموع.. عاودنى الهسيس .. اللعنة السيارة أخدم عليها تاكسي ..هي القوت اليومي والأمل إلى أن يأتي الغد الواعد..ولكن أسوأ ماحصل قد حصل..أحسست اننى كجندي فقد أباه ليلة رحيله..خرجت زفرة تلتها تنهيدة صفقت يداى بامتعاض بائن عضضت نواجذي تذكرت من بقصورهم وفللهم ومن حولهم القنان والنافورات بأمعاء هاضمة ممتلئة ونسوان تحذوهم شعورهن تهفهف بلون الرمال الذهبية .. كم أحبطني ساعتها شعوري اننى اقل ودون الآخرين..ولقد فتح على باب جهنم بمصراعيه وسيأتي الآخرون يحملون المعاول والسيوف والدائن والمتشمت والعدو..قهر ومابعده قهر.. حياتي خائبة منذ دخولي وتخرجي من الجامعة..مورثات أحجية لعنة العائلة(الوظيفة)..موظف وليبي ومتزوج وفى ليبيا وقد تكسرت سيارته..!! هه .. منذ سنوات ونفسي مثارة مفعمة بالتساؤل البغيض..أين مكمن الخطأ والداء لدى سماعي فلان تحصل على تعويض..فلان تهدية الدولة سيارة كل سنة..فلان ترك الوظيفة وتعين بشركة نفطية..موظفين علاجهم على حساب الدولة..فلان يبعث للدراسة بالخارج..فلان تحصل على قطعة ارض..أمانات زادت رواتب موظفيها..كل شيء حاله ينقلب وانا أنضب من الداخل..كسمكة في برميل..لالحظة واحدة من بصيص امل.. ولكن أود أن أشكرك ياخالقى ياإلهى لاننى ولدت بهذا الوطن وانك علمتنى معنى الألم وقسوة القهر وماعليه الأن .. وكل هذا لاننى ليبي وموظف وسيارتي تكسرت وغيرى كثر..ننتظر من يمد لنا معطفا يدثرنا بليلة باردة ويربت على أكتافنا..فقط يقول: ولى الكثير وتعوض صبركم خيرا..وهيا بنا نزرع (بعالينا ) بالخضار مجددا..اعرف أنكم مللتم الحنث بالعهود..ولقد زاحت القيود..ولنشمرعن سواعدنا نبنى ليبيا الجديدة ..هه