الجمعة، 14 يونيو 2013


المخلوق الأثيرى .. ذات مرة رأيت فيما يرى النائم .. أنى مخلوق أثيري أطير بالهواء بسرعة الضوء .. فجأة حاذاني مخلوق اكبر منى حجما يشع بلونه الأزرق..امرنى بالتوقف..شدني من كتفى..محركا قرنا استشعاره .. _ بني أنت صغير السن..انتبه لسن الطيش..لاتذهب بعيدا .. أخاف عليك .. وبعد عدة دورات رجعت إليه بسرعة البرق .. _ مما تخاف على ؟ _ بني هناك كوكب بعيد يبعد عنا آلاف السنوات الضوئية .. يقول اجدادى من يصله لايرجع ابدا فهو مغر ومليء بالخيرات ..أرضه خصب ..نسوانه طرب وجميلات المحيا ..به وديان ووهاد خضراء مزروعه كثير الورود..بحاره زرقاء صافية وأناسه طيبون وأطيب من الطيب .. قررت الرحيل إلى كوكب الأحلام ..الكوكب الأزرق..وليكن مايكون..مرت سنه..اقتربت من سماء زرقاء رأيت كويكب بحجم بيضه يدور في فلكه ..اقتربت أكثر أصبح بحجم بيضه نعامة تحفزت مجساتى السماعية أصبحت كلىّ آذان مصغية للصخب والأصوات المتواصلة .. أنين .. بكاء .. آهات .. اقتربت أكثر .. طرقعات رصاص ومدافع..أزيز طائرات وقصف .. عويل .. وصراخ وجثث.. أين أنا..؟ ارض الأحلام..طيبون..هل كان أبى يداعبني عندما قالها..قلت فى عقلي انتقل إلى مكان أخر .. وبلمح البصر..طوابير من البشر..ماهذا يتزاحمون على أرغفة الخبز .. هه أغير المكان مرة أخرى ومبان عالية محاطة بأسيجة وما بداخلها كائنات أدمية ببطون منتفخة يدخنون السيجار وسط إناثهم السابحة بحمامات مقسمة ..وبالخارج لازالت الجموع تتناقش وتتنافس وتتصارع من اجل لقمة الكفاف وبكل الأحيان تشترك الايدى والأرجل بالنقاش وتسيل الدماء تحت الأرجل المختلطة .. زحام وصخب .. اقتربت من مبنى قديم وجدت شخصا يرمى نفسه من الأعلى..تلقفته بحكم اننى اثيرى ..أنزلته بتؤدة ..سألته بلغته لماذا تريد أن تقتل نفسك ..؟ _ قال : انا جائع واولادى جياع لقد نهبوا أرضى .. وفصلوني من عملي..أريد أن ارتاح لم اعد أنام .. _ قلت ولكن القصر الذي بجوارك مليء بالأكل ..لما لاتاخذ منه .. _ صاح باشمئزاز واستغراب من أي العوالم أنت ؟ سألت مرة أخرى ولما لايعطونك هو يكفيهم وأكثر..نظر نحوى بعيون محمرة وقفز.. هذه المرة لم أتصدى له .. وعلى صوت ارتطامه بالأرض وصرخته وتكسر عظامه صحوت مذعورا متعرقا وصحت بدوري : حرمان حياة سعيدة ..