بوسط صياحه المفزع ونظراته القاسية المعدومة من المجاملة وبالساحة الإسمنتية الواسعة التي أطلقنا عليها نعت ( الفرن) وفى عز الظهيرة.. وبكل يوم ..
يس ... يم ... يس ...يم... !!
تحركوا ياكسالى ... هنا مصانع الرجال ... أريد الأرض تتزلزل تحت أقدامكم .. يس...يم...يس...يم...يس... إلى اليسار در..يس...يم ... يس...يم ...
لاراحة اليوم ...لاتفّرق ..اليوم العرق الأسود يملأ الساحة .. رجل إبدل ...رجل إبدل ...!!
كسروا الاسمنت ... هؤلا هم الرجال...!!
أبعد حدود الإخلاص والتفاني كنت ..! حتى حذائي وكأنما خرج من المصنع الانجليزى للتو ...!!!
أرى غيري يدعى العي والمرض ... والعرج.. يتقافزون الأسوار هربا ... وجبنا ...وآخرون بالوساطة والتسول ..
إلى يوم التخرج .. كنت في أتم اللياقة والعافية .. بعد الرماية .. حفل التخرج...
تكامل الكردوس والفصيل .. رأيت سحنات لم أرها من قبل ..استعراض المشاة..ومع الموسيقى العسكرية الصاخبة .. ووسط أشباه الجنود مما كان غائبا وهاربا .. ومدعى المرض.. ولصوص الميز...
يس.. يم.. رجل أبدل .. يس..يم .. إلى اليمين أنظر .. حيث التحية والمنصة ..
بغتة علا الصياح:
_ أنت .. شدتنى أيدي.. جرجرنى خارج الفصيل ..كان هو عريف الفصيل وبصوت يشبه الضجيج ..
_ ( خربت المشية والطابور ... ياتحفة ياأثول )..!!
وحين جلوسي هززت رأسي بحسرة محدثا نفسي :
( مانحساب روحي إلا أنطربز في طربزة شينه .. ثاريتنى في غير الجلوه ) ...!!